يقال إنّ الكلام هو رسول القلب، ففيه يوصل الإنسان لنظيره الإنسان ما يرغب من أفكار، وبه يعبّر عن مشاعره، ومن خلاله يبرر مواقفه، فيدافع عن نفسه أمام من يهمه أمرهم، وإنّ من خير ما قيل من كلام للدفاع عن النفس هو ما جاء في هذا المقال.
كلام للدفاع عن النفس
سوء الظن من الأسهم التي تصيب قلب المودة فتقتلها، لذا فاختر ما يناسب من العبارات للدفاع عن نفسك والنجاة بمن تحب، وذلك من الآتي:
والله ما اجتمع مُحبّان إلّا وكان أحد الحاسدين أو الحاقدين ثالثهما، فاحفظ روح الودّ بيننا، واقتل سوء ظنّك بي، وتعال نعود أهلاً للود كما كنا دوماً.
لا تحسن الظن بي كي لا أخذلك، ولا تسئ الظن بي كي لا تخذلني، لكن اجعلني دون ظنون، كي أكون أنا كما أكون.
ما أقرب ظن السوء في الآخرين، وما أغلبه على ظن الخير، فإذا وطّنت نفسك على شيء اعتادت عليه، وإذا ظننت سوءاً بي، فتذكر أنّ بعض الظن إثم.
إن دعتك نفسك لان تشك بي يوماً، فتذكر أنّ بي من أصالة النفس، ومروءة الخلق ما يمنعني عنك حتى وإن سرت في قتلي.
لا تهون العشرة إلّا على الكافر، وأنا ما كنت يوماً لحبكم بائع، فكيف عن حبي تجازيني بسوء الظن والخذلان؟.
إن دعتك عيون الحاقدين لتبصر معايبي، وترى بي ما ليس بي، فتذكّر أنني ما نظرت لك يوماً إلّا بعين محب لا يرى في محبّه إلّا كل جميل.
سوء الظن يفسد للود قضايا، والمصافاة تبني بين القلوب جسوراً، وانا ما كنت يوماً إلّا سائراً في طريق المحبة والوصال.
ضع عنك سوء الظن، واستفتِ قلبك الذي لطالما حملني داخله، أترى لهذه العيون المسحورة بك سبيل إلى الوشاية بك والخذلان!.
للثقة باب بيني وبينك لا يُسد، وللطالب عندي طلب لا يُرد، فكيف تظن بي سوءاً وأنا الذي منحتك من الحب ما لا يقاس بحد!.
الله شهيدي، ورسوله وكيلي، بأنّني ما رأيتك يوماً إلّا بعين الحب والمودة، وبأنّ ما حيك حولي هو تدبير حاقد لا يرجو لنا الحب والوصال.
رفقاً بنواياكم، فإن سوء الظن خصلة سيئة تفقدكم أرواحاً لن تجدوا مثلها ولو دفعتم أغلى الأثمان.
لربما خانتني حينها كلماتي، وسبقتني عند اتهامك لي عبراتي، لكنني لم أكن اتوقع يوماً أن أخذل منك أيا كل حياتي!.
أحياناً تفقدنا صدمتنا من أقرب الناس إلينا قدرتنا على النطق، وتشلّ إمكانيتنا على الاستيعاب، فنبدو مذنبين ونحن الذين لم نرتكب سوى حبّهم ذنباً.
سوء الظن يفسد الأمور، ويبعث على الشرور، فاتركه عنك وتفهّم قولي، وأعد لعلاقتنا المحبة والسرور.
ما أقرب ظن السوء في الآخرين، وما أغلبه على ظن الخير، فإذا وطنت نفسك على شيء اعتادت عليه، وإذا ظننت سوءاً في الآخرين فتذكر إنّ بعض الظن إثم.
يعلم الله بأن بالقلب سكناكم، وبأننا في الدعاء نراعكم، فإن وصلكم عنّا ما يسؤكم، فتعالوا لنصلح الأمر ونعيد الود وإياكم.
في حبّكم أنفقنا من العمر عمراً، وفي الإخلاص لكم قضينا فوق الدهر دهراً، أهكذا يكون جزاء عرفاننا ظلماً وقهراً؟.
للمودة جنود لا بدّ أن تكون حاضرة عند وقوع أي سوء، أو خصام، وأنا الآن أراسلك بكل ما عندي من جند مودة ومحبة، لتنظر في عين عقلك لعلك تبصر أنّ من أحبك بصدق طوال سنين ما كان ليضرّك أبداً.
رسائل للدفاع عن النفس
الرسالة الاولى
فليشهد الله أنّ لك في قلبي من المعزة ما يفوق ما سيصفه لساني من الكلمات، وأنّ لي عزة نفس وكرامة تمنعني من الركض في طريق من أشاح بوجهه عني، وولى بغير اتجاهي مدبراً، لكنّ أياما تقاسمنا بها المرّ والمسرّات، والعيش واللقمات تجبرني على كشف بواطني أمامك؛ لعلك ترى أنّ كل ما فيها تجاهك هو البياض، وأنّ الخيانة والغدر ما كانا أبداً من طباعي، لكنّ يد الحاقدين والحاسدين كانت لعش علاقتنا أقرب، فراحت تنبش به رويداً رويداً حتى غادر طائر الوئام عشه، وإني الآن أدعو عقلك لينصت لقلبك ويعود إلى كنف صديقك الذي ما ضرّك يوماً، وما خطر له خاطر للحظة بذلك.
الرسالة الثانية
التفوا حولك فحجبوا عنك الرؤية، وألبسوك نظارات ظن السود فلم تعد ترى ممن حلك سوى السواد، ولم تعد تذكر أنني شقّ روحك الذي ما تمنى لك سوى الخير يوماً، وما أراد لشخصك سوى النجاح، سيغادرونك ولن تجد حينها ملجأً سوى قلبي المخلص الذي ظلمته، فاستيقظ قبل فوات الأوان وانقضاء الود والأمان.
الرسالة الثالثة
في القلب حزن دفين لم أشعر به من قبل رغم ما غادرني في هذه الدنيا من أشياء، إلّا أنّ عظم خذلاني وشعوري بالقهر اللذين خلفهما سوء ظنك بي، وشكك قد صبغا عالمي هذه الأيام بالسواد، لا أقول هذا متباكياً، ولا مبالغاً إلّا أن ألم الصفعة بحجم حبّنا لصاحبها، وأنا الذي لطالما اعتبرتك أخي الذي لم تلده أمي، فكيف أجازى منك بهذا كله على شيء لم يكن إلّا زوراً وتلفيقاً!.